سأسلم نفسي للعدالة

إلى أين أنت ذاهبة يا ابنتي

يا أبتي ألم تمل من مراقبتي

دعك من هذا و اسأل جدتي

هل أفكر في شيء غير دراستي

آه من تلك الدراسة يا ابنتي

و تلك الجدة كانت يوما مربيتي

لكن لن أسأل عنك غير فراستي

يا ابنتي أشم رائحة التدخيـــــــن

لا يا أبتي كفاك من كثرة التخمين

فأنا لا أدخن في اليوم غير سجارتين

يا ابنتي أمك الآن في المطبخ تغرق

سأفسد بشرتي و مزاجي مرهق

يا ابنتي أراك قرب الحاسوب كثيرة النشاط

أف منك يا عجوز ألا تراني مشغولة بالشاط

هناك رسالة تقول لي ويلكــــام

تنح كي لا تفسد صورتي بالكام

أراك كتبت بالأعلى أميرة بأخلاقي

و أنت اليوم خبيرة تريد إخفاقي

يا ابنتي

لم تضعين لباس النوم في محفظتك

فضول هذا و الله يا أبتي

هل تحب أن نلمس خصوصياتك

يا أبتي أنا أسهر الليل كله

ألا تعلم أنني أكمل النوم بالقسم

أو عند إحدى صديقاتي

يا أبتي أنت عجوز مشاكس

متى كنت تفهم في الملابس

نحن نعرضها قرب المدارس

بحثا عن ذئب معاكس

يا أبتي بعيدا عما يدور بذهنك من جمل

فأنا لا أتجاوز تبادل القبل

لا تخف فأنا أعمل بالنصائح الطبية

و أحمي نفسي من الأمراض المعدية

يا ابنتي سأسلم نفسي للعدالة

أنا أول من ارتكب في حقك الجريمة

و بعدها أقاضي وسائل الإعلام

و مدرستك الغارقة بين تيارات لئيمة

يا ابنتي أنت زهرة بريئة

لطختك أدمغة الغدر بألوان داكنة

خلعت عنك لباس الحياء

و أدخلتك في متاهات البلاء

يا أبي سوف تربح القضية

يوم توافيني المنية

هل ستغير حقوق الإنسانية

هل ستواجه تيار العلمانية

و قافلة الدعوة التحررية

هل ستركب خيولا خرافية

و تغزو الشواطئ الصيفية

خذ أمي و ارحل من هنا

قبل أن يسمعك الجميع

فلن يتبعك غير القطيع

دعنا نعيش في قشرة الحضارة

ففيها تحلو الخسارة